الاثنين، 21 نوفمبر 2011

كل شيء مُقدّر و مكتوب

كُتِبت في 11 أكتوبر 2009

:

قطع من ثيابها لازالت تحتّل جزء من غرفتي ..

بعض فساتينها و أغطية شعرها السوداء .

بين الفينة و الأخرى أتمعّن فيها أشتمُها , أُقسِم أن رائحتها لازالت تخترق خيوط الملابس ..

لا أعرف إن كان تصرُّف صائب لكني أجده كذلك ..

المقبرة التي يرقُد فيها جسدُها لا تبعُد الشيء الكبير عن منزلي إلا أنني أتحاشى الذهاب ..

أعرف كم من الدموع سأذرفها هُناك و بدلاً من أن أُفيدها سأحُرقها ..

أتذكر سابقاً حينما كانت تُسافر إلى البُلدان المحببة لديها و كانت تُهاتفُنا من هناك دموعي دائماً

ما كانت تشُّق طريقها إلى خدّي , لأنها أغلى من أن تبتعد عن ناظري ..

لازلت أتذكر عيناه الزرقاوين و لا أعلم أن كانتا من أثر المرض أم لها هذا اللون من العدسّات ..

يقولون أن ما يفصلها عن قبر جدّي قبرٌ واحد , أختاره والدّي لها خصيصاً ليكونا قريبين من بعضهما ..

لم أزرها أبداً عندما رحلّت , لازلت اتألم داخلياً ..

تاريخ وفاتها رحمها الله يُصادِف تاريخ ولادتّي ..

22 / 4 / 1411 - 22 / 4 / 1430 ..

بعد 19 عاماً من ولادتي فارقت جدتي الحياة و ذهبت لمثواها الأخير و تركتنا ..

يتامى كُلنا ..

كانت تقول لي دائماً أتمنى أن أحضر حفل زفافِك !

لم يعُد لأي حفل زفافٍ الآن طعم ..

يرحل دائماً الطيبون عن الدُنيا لنتذكرهم و لتضّل صورهم تعيش داخلنا ..

لكي نضّل نتنفس و نعيش لأجل أن نكون طيبين حال وفاتنا و نُذكر ..

قد تتغير و تتمعّر ملامح وجوهنا لدى سماع وفاة قريب و قد نتمنى الموت من بعده ..

و قد ندعوا أن نموت قُبيل أبنائنا و لكن (( كل شي مقدّر و مكتوب )) ..

أخيراً ..

أُحِبُكِ جدتّي ..

نعم أنا أُحِبُكِ جداً ..

بكل تواضع أقولها و أن مطأطأةٌ رأسي ..

/

حفيدتُك ..

0 التعليقات: